الغازي عن أبي بكر أحمد بن سعيد بن نصر بن بكار عن أبي الفضل محمد
ابن داود عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن عيينة عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت: قال رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ... فذكره.
ذكره السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (١٢٤/٨٤٢) ، ولم يتكلم على
إسناده بشيء، وقال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (٢/٣١٤) :
"قلت: لم يبين علته، وفيه أبو بكر أحمد بن سعيد بن نصر بن بكار، لم
أقف له على ترجمة، عن محمد بن داود، وفي الثقات والمجروحين محمد بن داود
جماعة، ولا أدري أيهم هذا ".
وأقول: ليس في الجماعة الذين أشار إليهم من كنيته أبو الفضل كهذا،
فمنهم من كني بغير هذه الكنية، ومنهم من لم يُكنَّ مطلقاً فالظاهر أنه كأبي بكر
الراوي عنه ليس له ترجمة معروفة في شيء من المصادر التي تحت يدي،
فأحدهما هو الآفة لهذا الحديث، فإن لوائح الوضع عليه ظاهرة، هذا إن سلم من
جعفر الأبهري - وهو: ابن محمد بن الحسن الأبهري ثم الهمداني المتوفى سنة
(٤٢٨) -، فقد كان - مع توثيق شهرويه مؤلف "الفردوس" له - زاهداً مبالغاً فيه،
فقد ترجمه الذهبي في "السير"، فقال - بعد أن حكى توثيقه المذكور -:
"قِيْلَ: إِنَّهُ عَمل لَهُ خلوَةً، فَبَقِيَ خَمْسِيْنَ يَوْماً لَا يَأْكُلُ شَيْئاً! وَقَدْ قُلْنَا: إِنَّ هَذَا
الجوع المُفْرِط لَا يَسُوَغُ، فَإِذَا كَانَ سَرْدُ الصِّيَامِ وَالوصَالُ قَدْ نُهِي عَنْهُمَا، فَمَا الظَّنُّ،
وَقَدْ قَالَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ! إِنِّيْ أَعوذُ بِكَ مِنَ الجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئسَ الضَّجِيعُ"؟! (١)
ثُمَّ قَلَّ مَنْ عَمل هَذِهِ الخَلَواتِ المُبْتَدعَة إِلَاّ وَاضطرَبَ، وَفَسَدَ عَقْلُه، وَجفَّ
(١) هذا طرف حديث حسن مخرج في "المشكاة" (٢٤٦٩) ، و"صحيح أبي داود" (١٧٨٣) .