(٩/٢٠٥) من طرق عن يونس ... به. وقال النسائي في "كبراه":
"هذا هو الصواب، وحديث حماد بن سلمة (يعني: المتقدم بلفظ: "مسيرة
خمسمائة عام") خطأ ".
قلت ورواية الأشعث هذه المطلقة صحيحة الإسناد. وقد تابعه عليها
عبد الرحمن بن جوشن عند أبي داود وغيره، وإسناده صحيح أيضاً، وهو مخرج
في "صحيح أبي داود" (٢٤٦٥) .
ولها شاهد من حديث القاسم بن مخيمرة عن رجل من أصحاب النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو مخرج في "غاية المرام" (٢٦٠/٤٥٠) .
وجملة القول، أن رواية الحسن البصري لهذا الحديث عن أبي بكرة مضطربة،
والصحيح من تلك الوجوه: ما لم يذكر فيه المسيرة - كما هو ظاهر -.
لكن لزيادة المسيرة بلفظ: "مائة عام" شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعاً
بسند صحيح، وهو مخرج في "الصحيحة" (٢٣٥٦) .
فإن قيل ألا يوجد ما يشهد لزيادة: "خمسمائة عام"؟
فأقول: بلى قد جاء ذلك في بعض الروايات، ولكن لا تنهض للتقوية.
أولاً: قال أحمد (٥/٥٠) : ثنا هوذة بن خليفة: ثنا حماد بن سلمة عن
علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة ... فساق له أحاديث،
هذا أحدها.
قلت: ورجاله ثقات، غير علي بن زيد - وهو: ابن جدعان - ضعيف معروف
بذلك، ومع ضعفه فقد اضطرب في متنه، فرواه مرة هكذا، ومرة قال: