الخدري ... مرفوعاً نحوه، دون قوله: "في النار".
أخرجه مسلم وأبو عوانة وابن خزيمة في "صحاحهم" وغيرهم، وهو مخرج في
"صحيح أبي داود" (٦٨٣) ، وذكرت هناك أن في رواية لأحمد زيادة بلفظ:
"حتى يؤخرهم عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة ".
وإسنادها صحيح على شرط مسلم. وقد قال النووي رحمه الله في "شرح
مسلم ":
" (لا يزال قوم يتأخرون) ، أي: عن الصفوف الأول (حتى يؤخرهم الله) تعالى
عن رحمته، أوعظيم فضله، ورفع المنزلة، وعن العلم ونحو ذلك ".
قلت: وزيادة أحمد تشير إلى ما ذكره من رفع المنزلة، أي: في الجنة ونحوه
من التأخير عن الدخول مع السابقين الأولين. والله سبحانه وتعالى أعلم.
(تنبيه) : كنت قديماً في بعض تعليقاتي وتخريجاتي قد صححت الحديث
بهذا الشاهد من حديث أبي سعيد، ولم أتنبه حينئذ أن شهادته قاصرة، وأن
الزيادة عليه من عكرمة منكرة، لذلك بادرت هنا تبرئة للذمة، وأداء للأمانة
العلمية إلى بيان هذه الحقيقة الجلية، فمن بلغه هذا، وكان قد وقف على
التصحيح المذكور، فليعلق عليه بالضرب على الزيادة. والله تعالى أسألُ أن يغفر لي
كل زلة، وأن يدخلني بفضله الجنة {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقً} .
ثم إن الحديث قد أخرجه أبو داود (٦٧٩) ، ومن طريقه البيهقي في "سننه"
(٣/١٠٣) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (٣/٢٧/١٥٥٩) ، وكذا ابن حبان (٣٩٢ -
موارد) كلهم من طريق عبد الرزاق ... به.