وهذه مخالفة ثانية.
ثم رواية عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مرسلاً؛ فأسقط الثلاثة!
ثم ذكره من طريق عمران بن داور عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن
الحارث بن نوفل عن أم سلمة.
فسمى الصاحب: (عبد الله بن الحارث بن نوفل) خلافاً لابن رفاعة الذي
سماه (مجاهد) !
ثم قال:
"قال الذهبي: عمران: ضعفه غير واحد. قلت: هو ممن يكتب حديثه
للمتابعة. وانظر "المنار المنيف" ص ١٤٤ - ١٤٥ (٣٣١) ".
قلت: فليتأمل القراء الكرام كيف جعل المخالفات متابعات، ومن الضعفاء
للثقات، فهل يصدر مثل هذا الجهل بهذا العلم الشريف من محقق مارس هذا
العلم سنين، أم عملُ موظف متمرن لديه حديث عهد بهذا العلم، قيل له: خرج
هذا الحديث، ثم لم تجْرِ عين التحقيق والرقابة عليه؟! والله المستعان.
ثم إنني رجعت إلى المصدر الذي أشار إليه من "المنار"؛ فوجدته قد أجمل
القولد جداً في تخريج الحديث، فلم يسق أسانيده، ولا تكلم بشيء عن رواتها،
وأنهى القول فيه:
"والحديث حسن، ومثله مما يجوز أن يقال فيه: صحيح ".
وهذ هو الذي غر المعلق المتمرن، فلم يكن عنده من العلم ما يبين وجه الصواب
فيه. ونحوه الشيخ المعلق على "المنار"، فإنه لم يتعقبه - كما هي عادته لأول فرصة
تتبين له - لكنه لما علق عليه لبيان مواضع الحديث؛ قال تحته: