"ما أعرفه"؛ فقد عرفه أبو حاتم؛ فقال:
"ما بحديثه بأس".
وروى عنه ثلاثة من الثقات أحدهم الوليد بن مسلم هنا، وقد عرفت أنه
دلس ما بين يحيى وعبد الله بن نعيم. وأما قول المعلق على "مسند أبي يعلى"
(١٣/١٨٩) :
"وقد صرح الوليد بالتحديث عند البخاري في "التاريخ".
قلت: يشير بذلك إلى قول البخاري فيه (٣/١/٢١٥) :
"وروى الوليد بن مسلم: حدثنا يحيى بن عبد العزيز ... ".
قلت: ولم يسق المتن مطلقاً، ولا الإسناد بتمامه. فيؤخذ على المعلق غفلته
عن أمرين أحدهما أهم من الآخر:
أولاً: عزا التصريح المذكور للبخاري، وهو علقه ولم يسنده، فكان الأولى أن
يعزوه لأحمد؛ لأنه أعلى طبقة وقد أسنده - كما رأيت -.
ثانياً: - وهذا هو الأهم - أنه يجهل أن مثل هذا التصريح لا يفيد في الوليد بن
مسلم؛ لأن تدليسه كان من النوع الذي يعرف عند العلماء بـ (تدليس التسوية) ،
وهو أن يسقط ما بين شيخه ومن روى الشيخ عنه، ولذلك قلت آنفاً:
"ولم يصرح بسماع يحيى ... من عبد الله ... ".
ويبدو لي من اطلاعي على تخريجات المذكور في بعض مطبوعاته، أنه لا
يدري الفرق بين هذا التدليس،والتدليس الآخر المعروف بـ (تدليس الشيوخ) أو
أنه يدري، ولكن لا يدري حقيقة تدليس الوليد بن مسلم، والأمثلة من تخريجاته