للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هذا لا يعني أنه لا يُتَّقى من حديثه ما ظهر أنه أخطأ فيه، كهذا؛ قد خالفه من هو

أوثق منه - ألا وهو يونس بن عبد الأعلى الصدفي -؛ كما تقدم في رواية ابن جرير

الطبري عنه. فإذا اختلفا في إسناد ما؛ كان الفلج له عليه، لا يشك في ذلك كل

من كان على علم بأقوال العلماء فيهما. يكفي في ذلك أن حرملة قد أورده

العقيلي في "الضعفاء"، ثم ابن عدي - كما سبق -، مع جرح أبي حاتم إياه - كما

علمت -، بخلاف يونس فلم يورداه في كتابيهما،ولا جرحه أحد، وتأمل الفرق

بين ترجمتيهما عند الحافظين الذهبي والعسقلاني؛ فقال الذهبي في "الكاشف":

"حرملة بن يحيى ... صدوق من أوعية العلم، وقال أبو حاتم: لا يحتج به ".

وقال:

"يونس بن عبد الأعلى ... ثقة فقيه محدث مقرئ من العقلاء النبلاء".

وقال الحافظ في هذا:

"ثقة". أي: هو من المرتبة الثالثة.

وقال في (حرملة) :

"صدوق". أي: من المرتبة الرابعة.

وثمة مرجح آخر لرواية يونس على حرملة، وهو متابعة ابن لهيعة المتقدمة،

على لين فيه، ولكنه يستشهد به؛ لأنه صدوق في نفسه - كما هو معلوم -.

ولا يفوتني أن أذكر أنه من المحتمل أن لا يكون الخطأ المذكور من حرملة

نفسه، وإنما هو من بعض رواة كتاب ابن حبان أو نساخه، وإن مما يساعد على ذلك

أني رأيت الحافظ السيوطي قد أورد الحديث في "الجامع الكبير" (٢/١٠١٧ -

المصورة) من حديث أبي سعيد معزواً لجمع منهم ابن حبان، وكذلك فعل في

<<  <  ج: ص:  >  >>