وما مثله إلا كمثل من قال: يجوز أن يضرب بالكف على ظهر العود، فجاز أن يضرب بأوتاره! أو قال: يجوز أن يعصر العنب ويشرب منه في يومه، فجاز أن يشرب منه بعد أيام! وقد نسي أن إنشاد الشعر لا يطرب كما يطرب الغناء! ".
وهذا رد صحيح، ولكن سكوته عن تضعيفه للحديث يوهم عامة القراء أنه صحيح، ولا سيما وقد ذكره عقب حديث استنشاده صلى الله عليه وسلم الشريد من شعر (أمية)
وهو في "صحيح مسلم"، ولذلك فقد أحسن الأخ علي الحلبي بحذفه إياه من كتابه "المنتقى النفيس من [كتاب] تلبيس إبليس".
(فائدة) : في رواية لابن عساكر قال عثمان بن الهيثم:
سألت رؤبة: ما (بخنداة) ؟ قال: الصوت الذي لعص (كذا) عليها الخلخال.
ثلت: هكذا وقعت في (لعص) مهملة فلم أفهمها، ولا وجدت ما يدل على معنى الجملة ذاتها. فقد قال ابن الأثير:
" (البخنْداة) : التامة القصب الريا".
وقي "القاموس" و "شرحه":
"و (القصب) محركة - أيضاً - عظام الأصابع من اليدين والرجلين، وامرأة تامة القصب، وهو مجاز".
(تنبيه) : الحديث عند البزار هكذا: حدثنا رفيع بن سلمة: ثنا معمر بن المثنى ... إلخ. وهو في "مجمع الزوائد" (٨/١٢٨) هكذا:
"رواه الطبراني عن شيخه رفيع بن سلمة، ولم أعرفه. وبقية رجاله ثقات".