أبو كامل: أن خالد بن الحارث حدثهم: حدثنا عمران بن مسلم أبو بكر عن الحسن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ... الحديث.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي بكر - واسمه: فضيل بن حسين البصري - فهو من رجال مسلم، فهو إسناد صحيح، لولا أنه مرسل من مراسيل الحسن - وهو: البصري -، ومراسيله كالريح - كما يقول بعض الحفاظ -، وهذا الحديث مما يؤكد ذلك، فإن التهليل والتكبير المذكور فيه منكر لا نعرفه إلا في هذا الحديث، وكذلك الاستعاذة، بل هذه ذكرها هنا قبل تكبيرة الإحرام أشد نكارة، لأنها وردت في حديث أبي سعيد بعد دعاء الاستفتاح، وقبل قراءة الفاتحة، وهو الذي صرح القرآن الكريم به {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} ، والأحاديث المشار إليها، تراها مخرجة في "إرواء الغليل"(٢/ ٥٣ - ٥٧) .
وقد وهم في هذا الحديث رجلان:
أحدهما: المعلق على "المراسيل"، فإنه قال:
" ويشده حديث أبي سعيد الخدري.. قال" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل، كبر، ثم يقول:" سبحانك اللهم ... " ثم يقول: " لا إله ألا الله"(ثلاثاً) ، ثم يقول:" الله أكبر كبيراً (ثلاثاً) ، أعوذ بالله السميع العليم [من الشيطان الرجيم] من همزه ونفخه ونفثه". ثم يقرأ. وسنده حسن".
قلت: فهذا مما يوهنه - كما ترى، وكما ذكرت آنفاًُ -.
والآخر: مضعّف الأحاديث الصحيحة، فإنه قال في تعليقه على "إغاثة اللهفان" لابن القيم (١/١٥٣) بعد تخريجه لحديث أبي سعيد المذكور: