فقط ويصر على ذلك ... فهذا وذاك يدل دلالة واضحة على أن ربيعة هذا ليس بصحابي عند أبي حاتم، بل هو آخر تابعي أدرك عصر الصحابة. ويؤيد هذا قوله في "الجرح والتعديل"(٢/١/٤٧٣) :
"ربيعة بن الحارث: روى عن الفضل بن عباس. روى عنه عبد الله بن نافع ابن العمياء".
وكأنه في ذلك تابع للبخاري، فإنه قال عقب حديث الليث - وقد ساقه تحت ترجمة (ربيعة بن الحارث) -:
" لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع هؤلاء بعضهم من بعض".
وقد تبعهما ابن حبان، فأورده في طبقة (التابعين) من كتابه "الثقات"(٤/٢٣٠) ، ولكنه ذكر (ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب) في (الصحابة) ، وأرَّخ وفاته سنة (٢٣) ، وعلى ذلك جرى المؤلفون في (الصحابة) ، فالعجب من
البخاري وابن أبي حاتم، كيف لم يذكراه في كتابيهما، مع ذكرهما (ربيعة بن الحارث) التابعي هذا؟!
ولما ترجم الحافظ المزي لربيعة الصحابي وذكر تحته هذا الحديث، استشكل ذلك فقال:
"وقد قيل: إن ربيعة بن الحارث راوي هذا الحديث: رجل آخر من التابعين، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه ... (فذكر ما تقدم آنفاً) وإن سن ربيعة الصحابي قريب من سن عمه العباس بن عبد المطلب، ثم أشار إلى قصة الإرسال،