للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

"وفي ذلك دلالة ظاهرة على أن ربيعة بن الحارث - راوي هذا الحديث - رجل آخر، مع ما في إسناد حديثه من الاختلاف. والله أعلم". وتعقبه الحافظ بقوله:

"ليس في هذا دلالة ظاهرة على أنه غيره، بل روايته عن الفضل من رواية الأكابر عن الأصاغر"!

وأقول: كان يمكن القول بهذا لو أن (ابن العمياء) كان ثقة حافظاً، وصرح في روايته عن (ربيعة) أنه: (ابن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي) ، والأمران معدومان هنا، ففي كل الطرق لم يزد على قوله: (ربيعة بن الحارث) ، فمن أين نأخذ أنه:

(ابن عبد المطلب الهاشمي) ؟ أما الأمر الأول: فقد سبق أنه مجهول حتى عند الحافظ، فما ادعاه أنه من باب (رواية الأكابر عن الأصاغر) مجرد دعوى.

وأيضاً، فإن من المستبعد جداً أن يخفى ذلك على الحفاظ الثلاثة: البخاري، وأبو حاتم، وابن حبان، ولا سيما و (ربيعة بن الحارث الهاشمي) ليس له رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما جاء ذكره في القصة المتقدمة، وهي من رواية ابنه المطلب ابن ربيعة، وقول ابن الأثير في ترجمة أبيه في "أسد الغابة" (٢/٥٨) :

"روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها: "إنما الصدقة أوساخ الناس". روى عنه ابنه عبد المطلب".

فأقول: هذا خطأ مزدوج، فليس له رواية في كتب السنة - فيما علمت -، لا في "المسند"، ولا "المعاجم"، ولا في كتب (الصحابة) ، حتى ولا في "جامع المسانيد" للحافظ ابن كثير.

والحديث الذي ذكره، هو من رواية ابنه في القصة، وليس له رواية عنه ولا عن غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>