والخلاصة: أنه ليس لدينا ما يرجح أن راوي هذا الحديث هو: (ربيعة الهاشمي) الصحابي، وبخاصة أنه لم يذكر في الرواة من الصحابة - كما تقدم -.
فالظاهر أنه غيره - كما استظهره الحافظ المزي -. والله أعلم.
وبهذا يتم الجواب عن السؤال الأول.
وأما الجواب عن السؤال الثاني، وهو ما حال ربيعة بن الحارث؟
فأقول: في اعتقادي أن الجواب يمكن استفادته مما سبق نقله عن البخاري وأبي حاتم في ترجمتهما له، وأنهما لم يذكرا له راوياً غير (ابن العمياء) المجهول، وإن ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، فذلك من تساهله - كما تقدم -.
إلا أنه يشكل عليه جواب أبي حاتم لابنه بأنه " حسن الإسناد"، فإن هذا الجواب لا يلتقي لا من قريب ولا من بعيد من تصريحه بجهالة من ليس له إلا راو واحد في غالب الأحيان، ولو كان الرواي عنه ثقة، فكيف إذا كان مجهولاً مثل (ابن العمياء) هذا؟!
فهل معنى هذا التحسين إذن أنه وقف له على راو آخر، أو رواة آخرين، فاطمأنت نفسه من أجل ذلك إليه، فحسن إسناده، أو أنه حسنه لتابعيه؟ كل ذلك محتمل، ولكني لا أجد الآن ما يؤيد شيئاً منه.
نعم، قد وجدت عن البخاري ما يشبه شيئاً منه، فقد روى الترمذي (٥٥٠) من طريق أبي بسرة الغفاري عن البراء بن عازب حديثاً استغربه. وقال:
"سألت محمداً عنه ... فلم يعرف اسم أبي بسرة الغفاري، ورأه حسناً".
ووجه الشبه أن أبا بسرة هذا حاله كحال (ربيعة بن الحارث) ، لم يرو عنه غير