قلت: فذكر خمسة منها، سبقه إلى ثلاثة منها الأخ البلوشي (ص ٣٤ -٣٥) .
وقد غفل كلاهما عن المثال الأقوى، وهو أن في رواية لابن عساكر (١٢/٢٤٢) بلفظ:
"اللهم! ائتني برجل يحب الله ورسوله".
وكذا في رواية (١٢/٢٤٤) أخرى وزاد:
"ويحبه الله ورسوله".
وفي ثالث بلفظ:
"اللهم! أدخل علي من تحبه وأحبه".
رواه ابن مردويه في الطريق (الرابع عشر) عند ابن الجوزي.
قلت: فلو أن الحديث كان في أكثر طرقه بلفظ من هذه الألفاظ المتفقة المعنى -، ولم تكن باسم التفضيل "أحب خلقك" -، لكان من الممكن القول بثبوته، ويكون كحديث الراية الصحيح الذي في بعض رواياته:
"لأعطين الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ... " رواه البخاري (٤٢١٠) ، ومسلم (٧/١٢٧) . لكن الواقع أن أكثر الروايات بلفظ اسم التفضيل:"أحب".. ومن هنا جاء الحكم عليه بالوضع -كما تقدم -.
والمقصود: أن قول الذهبي في طرق الحديث: "ومجموعها يوجب أن يكون الحديث له أصل" إن يعنِ طرقه التي فيها لفظ: "أحب" الصريح بالتفضيل، فهو