ويحتمل أن تكون العلة من أبيه سليمان، فإنه غير مشهور أيضاً بالرواية، ولم يوثقه غير ابن حبان (٦/ ٣٨١) ، وقد روى عنه جمع، فيهم ثقتان وقال الحافظ:
" مقبول ". انظر " التيسير ".
هذا، والرواية الأخرى في " الفردوس " للديلمي (٣/ ٥٨٤/ ٥٨٢٨) ، ولم أقف على إسناده في " الغرائب الملتقطة "، لأن أحاديث (من) مخرومة منه، وهو على الراجح لا يعدو أن يكون من طريق أحد الثلاثة المذكودين، وعلى الغالب من طريق حفص بن عمر المازني، ويؤيده أن الحافظ قال في "تسديد القوس " عقبه:
"الطبراني وأبو نعيم عن ابن عباس، وفيه قصة زيد بن ثابت ".
يشير إلى أن الديلمي رواه من طريق المذكورين، إما تعليقاً على أبي نعيم - وهذا عن الطبراني -، وإما بإسناده إليه عنه، أو عن كل منهما. لكن القصة عن زيد لم ترد في شيء من الروايات المتقدمة، فأخشى أن يكون في العبارة شيء. وقد روى الخطيب في " الجامع "(رقم ٣١١) من طريق أبي معشر قال:
أتيت حماد بن زيد، فلما قمت لأركب، أمسك بركابي، فاقشعررت من ذلك ولم أركب، فقال: ما بلغك أنه روي في الحديث: " من أمسك بركاب أخيه لغير ضيعة، غفرله "؟
ثم جاءني حماد بن زيد، فلما قام ليركب، أمسكت بركابه، فامتنع من الركوب، وقال: أما سمعت الخبر المروي:
" لا تكرم أخاك بما يشق عليه "؟! فجعل أبو معشريقوم ويقعد".