قلت: وهذا تلخيص منه لقول أبي حاتم في "الجرح "(٣/ ١/ ٣٩٣) :
"كان شيخاً صالحاً، وكان ضعيف الحديث، منكر الحديث ". وقال المنذري في (الترغيب)(٤/ ٨٩) :
"رواه البزار - واللفظ له - والطبراني، ورواته ثقات إلا عمار بن سيف وقد وثق ".
قلت: فأشار بقوله: " وقد وثق " إلى تليين توثيقه، وأكد ذلك بكلامه الذي نقلته في الحديث (٦٥٩٠) وخلاصته: أن الحديث المذكور هناك لا يبلغ شيء من طرقه بانفراده درجة الحسن، وأنه منكر من حيث متنه.
فأقول: وهذا مثله في النكارة وأشد بالنسبة لسياقه الطويل، فإن الصنع والوضع ظاهر عليه - كما ذكرت في مطلع التخريج -، وليس من الضروري أن يكون ذلك قصداً، فقد يكون سهواً بسبب الانصراف عن العناية بحفظ الحديث وضبطه، والانشغال بكثرة العبادة، كما هي عادة طاثفة من الرواة الصالحين، كما هو معروف من أقوال الحفاظ وتراجمهم لبعضهم، وبخاصة منهم ابن حبان - كما هو قوله في عمار هذا نفسه -، ففي كتابه " الضعفاء "(٢/ ١٩٥) :
"كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها ".
والذي أريد أن أنتهي إليه أن (عماراً) هذا: إذا كان صلاحه منعه من تعمد الوضع، فلا أقل من القول بأنه غلب على أمره، واختلطت عليه بعض الأحاديث الصحيحة، فتركب منها في ذهنه هذا الحديث الطويل الغريب، وزاد في بعضها