ثم حمل أحدهما على عاتقه الأيمن، والآخر على عاتقه الأيسر، فقلت، طوبا لكما؟ نعم المطية مطيتكما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ونعم الراكبان هما، وأبوهما خير منهما ".
قلت: وهذا إسناد واه جداً، مسلسل بالعلل والضعفاء، وبعضهم من الشيعة.
فلنبدأ ببيان ذلك فأقول:
١ - الحسين بن محمد الحناط، كذا وقع هنا بالنون، وفي "المعجم الصغير " و" الأوسط " في حديث آخر له " الخياط " بالمثناة التحتية، وهو مخرج في "الروض النضير "(٤٨٠) ، ولم أجد له ترجمة، ولم يورده الشيخ الأنصاري في كتابه
النافع " بلغة القاصي "، ويحتمل عندي أن يكون الذي في " تاريخ بغداد "(٨/٩٢) :
" الحسن بن محمد بن عبد الرحمن أبو علي الخياط، صاحب بشر الحافي ".
فإنه من هذه الطبقة، فقد ذكر أنه توفي سنة (٢٨٢) ، وقال:
"كتب الناس عنه شيئأ من حكاياته، وبعض أطرافه من الحديث فيما قيل لنا".
٢ - أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي: لم يوثقه أحد غير ابن حبان (٨/ ٤٠) ،
لكن اتهمه الذهبي بحديث باطل في ذكر بني العباس، وقال:
" فهو الذي اختلقه بجهل ".
وقد سبق تخريجه برقم (٦١٤٥) ، وأرى أن حديثه هذا الطويل نحو ذاك بما فيه من ضلال الحسنين، وانطوائهما على أنفسهما خوفاً من (الشجاع ... ) إلخ، فإني أشعرأن يد الصنع فيه ظاهرة، وبخاصة أن فيه بعض الضعفاء من غلاة