وكذا قال الدارقطني، وساق له الذهبي أحاديث منها هذا، وقال:
" هذا كله من وضع هذا المدبر ".
وقد روي الحديث مطولاً ومختصراً، وبألفاظ مختلفة، من رواية العباس بن مرداس، وعبادة بن الصامت، وغيرهما بأسانيد فيها ضعف وجهالة - كما هو مبين في " التعليق الرغيب"(٢/ ٢٧ ١ - ٢٨ ١) وفي "موضوعات ابن الجوزي" -، لكن قد صح منه جملة المغفرة لأهل عرفات و (جمع) ، وضمن عنهم التبعات.
وبيان ذلك في "الصحيحة"(١٦٢٤) .
(تنبيه) : مما يدل على الحداثة في هذا العلم والجهل به، ممن استسهله وادعى التحقيق فيه، ما جاء في الطبعة الجديدة ذات الأربع مجلدات لكتاب " الترغيب" للمنذري بتعليق ثلاثة من الحققين - زعموا - ألا وهو قولهم في شرح لفظة (جمع)(٢/١٥٤) :
" بـ (جمع) : بـ (عرفات) "!
وإنما هي مزدلفة - كما لا يخفى عن المبتدئين -! ومن الغريب أن في بعض تلك الأحاديث التي بين أيديهم ما يساعدهم - بل يساعد الأعاجم الذين لا يعرفون من العربية شيئاً - على أن لا يقعوا في مثل هذا الخطأ الفاحش، لأن الأحاديث يفسر بعضها بعضاً - كما هو معلوم -، ففي حديث ابن مرداس المشار إليه آنفاً:
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة ... فلما أصبح بـ (المزدلفة) ... ".