الأولى: الانقطاع بين مكحول وأبي أمامة، فقد قال الدارقطني:
"لا يثبت سماعه منه".
ومع ذلك فمكحول مدلس.
والأخرى: موسى بن عمير - وهو: أبو هارون الأعمى -: قال الحافظ:
" متروك، وكذبه أبو حاتم".
إذا عرفت هذا، فمن الغرابة بمكان القول بأن رواة أحد الإسنادين رواته ثقات!
دعك عن المخالفة التي في متن الحديث - كما تقدمت الإشارة إلى ذلك -، وقد جاء من حديث عمرو بن عبسة، وكعب بن مرة وغيرهما بدون الزيادة، وقد خرجته من حديث عمرو في " الصحيحة "(١٢٤٤، ٢٦٨١) .
وأنكر من حديث الترجمة ما رواه البزار (١٧٠٦) من طريق شبيب بن بشر عن أنس مرفوعاً به، إلا أنه قال:
" كان له مثل أجر أربعة أناس من ولد إسماعيل أعتقهم ".
وشبيب بن بشر: مختلف فيه، وقد أشار إلى ذلك المنذري (٢/ ١٧٢) ، والراجح فيه أنه حسن الحديث، إلا أن يخالف - كما هنا -، فتنبه! وتفقه في هذا العلم، فإنه في كثير من علومه فيه دقة متناهية، لا يتنبه لها المحدثون المتعلقون، بل المتسلقون على هذا العلم الشريف، مثل أولئك المعلقين الثلاثة على "الترغيب " في طبعتهم الجديدة التي يعجبك ظاهرها، ويحزنك مخبرها، لكثرة أخطائهم فيها، وادعاءاتهم الباطلة فيها دون أي بحث أو تحقيق، فقد حسنوا حديث