للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولم يقنع الشيخ أحمد رحمه الله بالتحسين فقط؛ بل رأيته قد صرح في تعليقه على الموضع الثاني من "المسند " فقال (١١/ ٣٩) :

" إسناده صحيح "!

وما هذا وذاك منه إلا على قاعدته التي أقامها على الاعتداد بابن لهيعة، وتقويته لحديثه، غير آبه بما عليه الحفاظ المحققون من التفريق بين ما رواه العبادلة، وما رواه غيرهم عنه؛ فضلاً عن أقوال الحفاظ الآخرين الذين أطلقوا القول في تضعيفه، ووصفوه بالتخليط في حديثه! وقال الحافظ الذهبي النقاد في ترجمته

من "تاريخ الإسلام" (١١/ ٢٢٤) :

"قلت: ومناكيره جمة، ومن أردئها ... ".

ثم ساق له الحديث الآتي عقب هذا:

" ادعوا لي أخي ... ". في فضل علي رضي الله عنه.

وقال الحافظ في آخر ترجمته من " التهذيب":

" ومن أشنع ما رواه ابن لهيعة: ما أخرجه الحاكم في "المستدرك " من طريقه عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب.

انتهى. وهذا مما يقطع ببطلانه؛ لما ثبت في " الصحيح " أنه قال؛ لما لدوه:

"لم فعلتم هذا؟ ". قالوا: خشينا أن يكون بك ذات الجنب، فقال:

" ما كان الله ليسلطها علي ". وإسناد الحاكم إلى ابن لهيعة صحيح، والآفة فيه من ابن لهيعة، فكأنه دخل عليه حديث في حديث ".

<<  <  ج: ص:  >  >>