قلت: فالعجب من بعض المشتغلين بهذا العلم في العصر الحاضر، من الذين لا يعبأون باجتهادات الحفاظ الذين سبقونا في هذا المجال، وتعقيباتهم على بعض الحفاظ المتقدمين، وبخاصة من كان معروفاً بالتساهل فى التوثيق كابن حبان مثلاً!
فقد رأيت اتفاق رأي الحافظ ابن حجر مع الذين حكموا بجهالة (أبي سليمان الليثي) ، وترجيحه لضعف الراوي عنه، مع هذا كله ترى الأخ الداراني في تعليقه على " موارد الظمآن "(٨/ ١٠٠) يعرض عن ذلك كله، ويقول:"إسناده حسن "!
تقليداً لابن حبان! الذي لا يكاد يخالفه في توثيقه للمجهولين والضعفاء إلا فيما ندر!
وليس هذا فقط؛ بل زاد على ذلك، فختم تخريجه - الذي سود به صفحتين - بقوله:
" ويشهد له حديث ابن عمر عند الرامهرمزي، ذكره صاحب "الكنز" فيه برقم (١٣٣٢) وقال: وسنده صحيح "!!
وهذا من تمام تقليده، واتباعه لهواه! وإلا؛ فما الذي جعله يركن إلى هذا النقل والتصحيح، وواقع إسناده بكذبه؛ فإن فيه متهماً! وكتاب (الرامهرمزي) - وهو:" الأمثال " - مطبوع، ولا أعتقد إلا أنه في حوزته، أو على الأقل يمكنه أن يرجع إليه ليرى وهاء سنده، فلم لم يفعل؟! أو أنه فعل فرأى ما ذكرت؛ أحلاهما مر!
قال الرامهرمزي في " الأ مثال "(١٢٦/ ٣٩) : حدثني قتادة بن رستم الطائي: ثنا عبيد بن آدم العسقلاني: ثنا أبي عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناده رجاله ثقات، فكأنه مما ألصقه بهذا الحديث وركبه عليه