لبيانه البتة، ولا يعرف القراء هل هو تقليد منهم لغيرهم، أو من كيسهم - كما ظهر لي -! ولا يعتمدون في ذلك على هذا العلم! وإنما مجرد الدعوى التي لا يعجز عنها أجهل الناس، فهم يصححون ويحسنون، ويضعفون (على كيفهم) - كما يقولون في سوريا، وهم سوريون فيما أظن -!
والحقيقة: أنني ما رأيت في العصر الحاضر فيمن حشروا أنفسهم في زمرة المعلقين والمحققين في هذا العلم - على كثرتهم - أجرأ منهم على إصدار الأحكام المشار إليها ارتجالاً بالرأي والهوى؛ فما أكثر الأ حاديث التي حسنوها - بل وصححوها - وهي ضعيفة، وعلى العكس أيضاً! وأنا على علم بما أقول، إن لم أقل: أعلم الناس بذلك! ويطول الكلام جداً؛ لو أردت أن أبين سبب ذلك والإكثار من الأمثلة، فحسبي الآن - بالإضافة إلى ما تقدم - مثالان؛ فإني في هذه الأيام معني بتصحيح تجارب المجلد الثاني من كتابي " صحيح الترغيب والترهيب " وإعادة النظر فيه؛ لبعد العهد به، وقد كنت علقت على أصله:
" التعليق الرغيب " بعض الملاحظات والانتقادات على تعليقات الثلاثة المشار إليهم، فأنقل خلاصة المهم منها إلى التجارب، ولذلك؛ فقد وجدت في تعليقاتهم العجب العجاب، وهاك المثالين:
الأول: حديث ابن عمر الطويل في فضل من يؤم البيت، وركعتي الطواف وغير ذلك؛ قال المنذري - وقد صدَّره بلفظ (عن) -:
" رواه الطبراني في " الكبير "، والبزار واللفظ له، وقال: وقد روي هذا الحديث من وجوه، ولا نعلم له أحسن من هذا الطريق ". فقالوا في التعليق عليه (٢/ ١١٨) :