"قلت: وهذا ليس بصحيح؛ لما بينا من حال الحارث بن غسان (م) ".
قلت: وهذا يشبه - إلى حد كبير - ما صنعه المعلقون الثلاثة في المثال الثاني، من حيث إنَّ هذا الراد لم يقف على إسناد الطبراني الآخر، فحمله على إسناد الآخرين!!
٢ - أورد الدكتور (قلعجي) حديث الصحف هذا في، فهرس الأحاديث الصحيحة، الذي ألحقه بآخر " الضعفاء " للعقيلي (٤/ ٥٢٥) ، مع الإشارة إلى موضعه من " الضعفاء " جزءاً وصفحة. ولا أجد لهذا الخطأ الفاحش [مبرراً] إلا الجهل الفاضح بهذا العلم! ولعله رأى قول الهيثمي المتقدم:
" ورجال أحدهما رجال (الصحيح) "، فظن أنه يعني أنه صحيح! وليس كذلك - كما هو معلوم -، ونبهت على ذلك أكثر من مرة، وهذا؛ لو سلم من الخطأ الذي سبق بيانه. فليتأمل القراء ضرر الحداثة في هذا العلم، فهذا يصحح الحديث الضعيف لجهله، وسوء فهمه لعبارة الهيثمي، وذاك يخطئه لعدم وقوفه على إسناده الآخر، وإن كان خطأ هذا أقل من الأول - كما هو ظاهر -.
وللدكتور في هذا الفهرس أحاديث أخرى ضعيفة صححها! كما أنه على العكس من ذلك: أورد أحاديث صحيحة في " فهرس الأحاديث الضعيفة"!
ولا أستبعد أن يكون هذا الجهل المزدوج من صبيانه الذين يستأجرهم بدريهمات معدودات - كما يقول البعض -، وهذا؛ إذا أحسن الظن بعلم الدكتور (!) . والله أعلم.