" لم يخرج له البخاري من رواية أهل البصرة عنه؛ إلا ما توبعوا عليه عنه ".
قلت: وهذا من رواية أهل البصرة عنه؛ فإن (عبد الأعلى) - وهو: ابن عبد الأعلى السامي - بصري.
يضاف إلى ذلك مخالفته لرواية الجماعة عن الزهري، منهم عقيل - كما تقدم عند البخاري -، وثلاثة آخرون عند مسلم وحده، وغيرهم عند غيره، كلهم لم يذكروا لفظ: الترنم عن الزهري.
وإن مما يؤكد خطأ معمر فيه: أن عبد الرزاق قد رواه في " مصنفه "(٢/ ٤٨١ - ٤٨٢) عن معمر بلفظ الجماعة: "يتغنى " ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد (٢/ ٢٧١) .
فثبت يقيناً شذوذ رواية الطبري هذه وعدم صحتها. وبالله التوفيق، وهو الهادي إلى أقوم الطريق.
الثاني: أن حديث الطبراني في " الأوسط " عزاه إليه في " المجمع " بلفظ:
" إن الله لم يأذن لمترنم بالقرآن ".
فسقط منه قوله:" كأذنه "؛ ففسد المعنى؛ كما هو ظاهر بغض النظر عن النكارة التي فيه، والضعف الشديد الذي في إسناده.
وقد كنت أوردته فيما تقدم برقم (٥٦١) هكذا نقلاً عن " المجمع " منذ عشرات السنين، قبل أن يطبع " المعجم الأوسط "، فلما وقفت عليه فيه؛ بادرت إلى تخريجه هنا، والتنبيه على السقط المذكور.