فما رأيت أن أذكره مع هذا الحديث الواهي لثبوته من طرق أخرى، منها:
عن أبي سعيد الخدري: عند ابن ماجه (٢٤٢٦) في قصة ذكرت فيها خولة بنت قيس.
وإسناده صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف "(٦/ ٥٩٢/٣١٤٧) دون القصة، ومن طريقه أبو يعلى في " مسنده "(٢/ ٣٤٤/ ١٠٩١) .
وجاء في قصة أخرى من حديث ابن مسعود قال:
لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أقطع الدور، وأقطع ابن مسعود فيمن أقطع، فقال له أصحابه: يا رسول الله! نَكّبه عنا! قال:
" فلم بعثني الله إذن؟! إن الله لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منهم حقه ".
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير"(١٠/ ٢٧٤/ ٠٥٣٤ ١) وفي " الأوسط "
(٥/ ٤٩٨/ ٤٩٤٦) من طريق يحيى بن جعدة بن هبيرة عنه.
قلت: ورجاله ثقات - كما قال الهيثمي (٤/ ١٩٧) -، لكن يحيى هذا لم يدرك ابن مسعود - كما قال الحربي وأبو حاتم -، ولولا ذاك؛ لكان صحيح الإسناد، فقول المنذري في " الترغيب "(٣/ ٤٠) :
" بإسناد جيد "؛ غير جيد. ورواه البيهقي (٦/ ١٤٥) عن يحيى مرسلاً.
ثم روى له شاهداً من حديث بريدة مرفوعاً.
أخرجه (٦/ ٩٥) من طريق حامد بن أبي حامد بسنده عنه.
وحامد هذا - هو: ابن محمود المروزي -؛ لم أعرفه، ومن فوقه ثقات.