والذهبي نفسه لم يسم شيخا له غير (عباد بن عبد الصمد) ؟! وهوضعيف جداً؛ كما قال أبو حاتم وغيره، وروى له الطبراني عنه حديثين منكرين جداً، خرجت أحدهما فيما تقدم برقم (٥١٨٣) ، والآخر في "الروض النضير " رقم (٢١) وإنما يمكن التوثيق إذا توفر الشرطان المذكوران في (ثانياً) و (ثالثاً) ، وكان المتن
معروفاً، وليس منكراً كهذا.
خامساً: يبطل التفريق المذكور جمع (جبرون) - في (يحيى) هذا - بين النسبتين (الحفري القرشي) ؛ - كما تقدم -، وهذا ظاهر جداً، وكأنه لذلك أعرض الحافظ في " اللسان " عن ذكر تفريق الذهبي المذكور، بل أشار في كتابه " تبصير المنتبه " إلى الرد عليه مفيداً أنهما واحد فقال (١/ ٣٤٠) :
" وبحاء مهملة مضمومة (يحيى بن سليمان الحفري المغربي) نسب إلى موضع بالقيروان يقال له: " الحفرة "، روى عن الفضيل بن عياض، وعباد بن عبد الصمد، وعنه جبرون بن عيسى ".
وهذا أخذه الحافظ بالحرف الواحد من " الإكمال" لابن ماكولا (٢/ ٢٤٤) ، والشاهد منه أنهما جعلا الراوي عن " الفضيل " هو نفس الراوي عن (عباد) خلافاً للذهبي، فهذا يؤكد ما ذهبنا إليه من أنه واحد، وأنه ممن فيه بأس.
ومن تناقض الحافظ العراقي؛ أنه قال في حديث الترجمة، وقد ذكره الغزالي في " الإحياء "(٤/ ٢٢٣) :
" أخرجه الطبراني من حديث ابن مسعود بسند حسن"!
وهذا يناقض تصريحه بضعف إسناد حديث ابن عباس الشاهد الذي سبقت الإشارة إليه - كما كنت نقلته هناك عنه -.