ويدور في خلدي أن سبب اجتماع هؤلاء الحفاظ على هذا الخطأ إنما هو العجلة في التخريج، يهم الأول - لسبب أو آخر -؛ فيتبعه من بعده دون أن يجتهد، أو أن يتمكن من الرجوع إلى سند الحديث والنظر فيه، وقد بلوت هذا كثيراً في الهيثمي؛ يتبع المنذري في التخريج والتعليل!
وقد يكون السبب بالنسبة لغير هؤلاء الحفاظ إنما هو عدم استطاعته الرجوع إلى المصدر الذي وثقوا رجاله، أو صححوا إسناده، وهذا مما لا ينجو منه باحث، ويقع لي كثيراً، أو يكون السبب الجهل بعلم الجرح والتعديل، والتصحيح والتضعيف، وهذه ظاهرة في هذا العصر في كثير من الطلاب والكتاب ممن يدّعون التحقيق؛ كالمعلقين الثلاثة على " الترغيب "، فإنهم يصححون ويحسنون ويضعفون بدون علم، حتى وبدون تقليد، فتأمل قولهم في تعليقهم على هذا الحديث:
" حسن، رواه (كذا!) الهيثمي في " مجمع الزوائد " (١٠/ ٢٢٦) : رواه الطبراني في " الأوسط "، ورجاله ثقات ".
فتأمل كيف استلزموا من ثقة رجاله أنه حسن! وهو غير لازم؛ لما هو معلوم أنه قد يكون في السند علة قادحة تمنع من تحسينه. وهذا [لو] سلمنا بثقة رجاله، فكيف وفيه ذاك الضعيف؟! فوقعوا في مصيبتين؛ إحداهما: التقليد.
والأخرى: التكلم بغير علم! والله المستعان.
وقد غفل الهيثمي عن هذا (المتروك) في حديث آخر؛ فأخذ يعله بشيخ له ضعيف، فرأيت تخريجه، وهو الآتي: