الصنع والوضع في هذا الحديث ظاهرة، وقد نقل بعضهم عن الحافظ ابن كثير أنه قال:
"الأشبه أنه موضوع ".
ولم أره في كتابه " النهاية "(٢/ ٢٤٠ - تحقيق أبو عبية فهيم الأزهري) ، فالذي فيه:
" قلت: وهذا الحديث غريب، فإن هذا (الجسر) ضعيف جداً، وإذا كان (الجسر) ضعيفاً؛ فلا يملك الاتصال "!
إلا أن هذا المحقق (الفهيم) ممن لا يوثق بأمانته وتحقيقه؛ فقد تصرف في الكتاب بتراً وحذفاً - حسب فهمه -؛ كما صرح بذلك في كثير من تعليقاته! وهي تدل دلالة قاطعة على جهله التام بعلم الحديث ورجاله ومصطلحه من جهة، وأنه لا يقيم وزناً للعارفين به من الأئمة، فالعلم عنده هو عقله وفهمه! فهو من نمط (أبي ريا) و (الغزالي المصري) وأمثالهما من العقلانيين الذين ابتليت بهم الأمة.
فعبارة ابن كثير المذكورة ليست صريحة بما نقلته عن (بعضهم) آنفاً. والله أعلم.
هذا؛ ولم يتعقب السيوطي في " اللآلي "(٢/ ٤٥٢) بشيء يذكر، سوى أنه عزاه لجمع ممن أخرجوه من طريق (جسر) نفسه، منهم ابن أبي حاتم في " التفسير "! وليس بشيء؛ لأنهم لم يلتزموا عدم إيرادهم ما هو موضوع - ما دام أنهم يذكرون سنده؛ كما هو ظاهر لا يخفى على العلماء -. وأما قول ابن عراق في " تنزيه الشريعة " - بعد أن ذكر تعقب السيوطي المشار إليه -: