دخلت على أبي أمامة وهو يتفلى في المسجد، ويدفن القمل في الحصى، فقلت له: يا أبا أمامة! إن رتجلاً حدثني عنك أنك قلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ... (فذكره) ؛ قال: والله! لقد سمعته من نبي الله ما لا أحصيه.
ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني أيضاً في " المعجم الكبير "(٨/ ٣١٩/ ٨٠٣٢) ، والبيهقي في " الشعب "(٣/ ٤ ١/ ٢٧٣٦) .
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة (أبي مسلم) هذا، فإنه لا يعرف الا بهذه الرواية، وأما قول الهيثمي في " المجمع "(١/ ٢٢٢) - بعدما عزاه لأحمد والطبراني -:
" وأبو مسلم: لم أجد من ترجمه بثقة ولا جرح، غير أن الحاكم ذكره في " الكنى "، وقال: روى عنه أبو حازم. وهنا روى عنه أبان بن عبد الله، وكذلك ذكره ابن أبي حاتم ".
قلت: ففيه ما يأتي:
أولاً: أشار إلى أنه لم يوثقه أحد، ولا ابن حبان المعروف تساهله بتوثيق المجهولين، وهو كذلك؛ فإنه لم يورده في كتابه " الثقات ".
ثانياً: قوله: " الحاكم ".. المراد به عند الإطلاق أبو عبد الله صاحب " المستدرك "، وهو وهم؛ وإنما هو (أبو أحمد الحاكم) مؤلف " الكنى والأسماء "، فلعله سقطت الكنية من قلمه أو من بعض النساخ، وعلى الصواب وقع في