ثالثاً: قوله: " روى عنه أبو حازم، وهنا ... " إلخ.. خطأ، نتج منه خطأ آخر، ذلك أن (أبو حازم) هذا لم يرو عنه، إنما هو جد أبان الراوي هنا؛ فقد قال البخاري في (الكنى) من " تاريخه الكبير "(٦٨/ ٦٢٩) :
" أبو مسلم الثعلبي: سمع أبا أمامة، روى عنه أبان بن عبد الله بن أبي حازم ".
وكذا في " الجرح والتعديل "(٤/ ٢/ ٤٣٦٢/٢١٧٨) حرفاً بحرف.
وقد تبع الحافظ ابن حجر شيخه الهيثمي في هذا الخطأ، وزاد عليه؛ فقال في " التعجيل " - بعد أن ذكره برواية أبان بن عبد الله عنه -:
" قلت: ذكره أبو أحمد الحاكم في " من لا يعرف اسمه "، وروى عنه (أبو حازم) ، ونقل ذلك عن البخاري ".
قلت: وهذا النقل خطأ؛ مخالف لما في " تاريخ البخاري " - كما تقدم -، ويظهر أنه خطأ قديم؛ لأني رأيت الحافظ الذهبي قد ذكر أيضاً رواية أبي حازم عنه في كتابه " المقتنى في سرد الكنى "، وهو مختصر كتاب أبي أحمد الحاكم المذكور آنفاً، فلا أستبعد أن يكون الخطأ منه، ثم تناقله الحفاظ المذكورون، دون أن ينتبهوا له.
والخلاصة: أن (أبو مسلم) هذا مجهول لا يعرف؛ لأنه ليس له إلا راوٍ واحد، وهو.: (أبان بن عبد الله بن أبي حازم) ، وهو صدوق فيه لين - كما في " التقريب ".
فالحديث ضعيف لا يصح؛ بل هو منكر، لأنه قد جاء من طرق على أبي