قلت: فيه أن الزيادة موجودة قي الطريقين المشار اليهما، وعلى ذلك جرى الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على حديث الترمذي في " سننه "(٢/ ١٣٥) ، فنقل - بعد أن بين ضعفه - كلام الشوكاني وأقره، مشيراً بذلك إلى تقويته، وكنت تبعته في ذلك في " التعليق الرغيب "(١/ ١١٧/ ٥) ، وعليه أوردته في " صحيح الترغيب "(١/ ١٨٢/ ٢٦٧) ، ثم لما طبع " المعجم الأوسط " وكتاب ابن عدي " الكامل "؛ ظهر أن الزيادة ليست فيهما، فحذفته من الطبعة الجديدة لـ " صحيح الترغيب "، وهي حافلة - والحمد لله - بالفوائد والتحقيقات التي لم تكن في الطبعات السابقات. من أجل ذلك كان لابد من بيان ما أجملته، فأقول:
أولاً: أما الطبراني فأخرجه (٢/ ٥١١/ ١٨٧٨) من طريق شريك عن الأعمش عن أنس مرفوعاً بلفظ:
" من بنى لله عز وجل مسجداً كمفحص قطاة، بنى الله عز وجل له بيتاً في الجنة!. وقال:
" لم يروه عن الأعمش إلا شريك".
قلت: وهو: ابن عبد الله القاضي، وليس بالقوي.
ثم هو منقطع؛ فإن الأعمش لم يسمع من أنس، مع أنه مدلس.
فأنت ترى أنه ليس فيه تلك الزيادة، وإنما فيه:
" ... كمفحص قطاة ... "؛ فهو يصلح شاهداً لحديث جابر، فإن فيه هذه وزيادة أخرى وهي:
" ... أو أصغر.. "، وهو الحديث الرابع في" صحيح الترغيب ".