قلت: لو أنه قال: (مجهول الحال) ، لكان أهون، لأن الإطلاق يشعر بأنه مجهول العين، وليس كذلك، فقد ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عنه ستة من الرواة، أكثرهم من الثقات المعروفين، فمثله لا يقال فيه: " مجهول"؛ بل الأولى أن يقال فيه:(صدوق) ، ولا سيما وقد ذكره ابن حبان في " الثقات" (٩/ ١٨٠) برواية ثقتين منهم؛ ولذلك أخذت على الذهبي في كتابي " تيسير انتقاع الخلان " قوله فيه: " يجهل " - في " المغني " و" الميزان " -! وهو معذور؛ لأنه لم يقف على ما ذكرته، وغاية ما قال فيه:
" ... عن حسان بن حميد عن أنس عنه في سب الناكح يده. يجهل هو وشيخه، وقال الأزدي: ضعيف ".
هذا عذر الذهبي؛ فما عذر مقلده؟ وقد وقف على رواية أولئك الثقات عنه في " الجرح "، وعلى استدراك الحافظ العسقلاني في " اللسان " توثيق ابن حبان إياه، ولكنها الغفلة التي لا ينجو منها إنسان إلا من عصم الله، أو الحداثة المنتشرة في هذا الزمان.
والحديث ساقه المنذري في " الترغيب " (٤/ ٢٤٢ - ٢٤٣) من رواية ابن أبي الدنيا في كتاب " صفة الجنة " عن الحارث - وهو: الأعور - عن علي مرفوعاً هكذا - يعني: مطولاً -، ورواه ابن أبي الدنيا أيضاً والبيهقي وغيرهما عن عاصم بن ضمرة عن علي موقوفاً عليه بنحوه، وهو أصح وأشهر، ولفظ ابن أبي الدنيا قال: ... " فساقه.
قلت: ومن طريق الحارث أخرجه أبو نعيم أيضاً في " صفة الجنة "(٢/ ١٢٧)