ووجه التسامح إطلاقه قوله في رجاله:" وثقوا ".. فإنه يوهم أن (بكر بن سهل) له موثق من الحفاظ المتقدمين، كابن حبان، فإنه كثير الاستعمال لقوله هذا فيمن وثقهم ابن حبان، وهذا لم يوثقه أحد منهم لا هو ولا غيره، ولربما عنى هنا قول الذهبي المتقدم:" متوسط "، وقد عرفت ما فيه.
ثم إنه قد خفي عليه وعلى كل من وقفت على تخريجه لهذا الحديث الانقطاع الذي وعدت ببيانه؛ فأقول:
لقد توفي زيد بن ثابت سنة (٤٨) ، وتوفي ضمرة بن حبيب سنة (١٣٠) ؛ - كما جاء في " التهذيب " وغيره -؛ فبين وفاتيهما (٨٢) صنة، وهذا يعني أنه ولد بعد وفاة (زيد) رضي الله عنه، أو على الأقل كان صغيراً، ومثله يقال - وأولى - في روايته الأولى عن أبي الدرداء؛ لأن هذا توفي في نحو سنة (٣٥) ، في خلافة عثمان رضي الله عنه.
ومن هذا التحرير والتحقيق يتبين أنه لا وجه لتحسين الحديث مطلقاً - كما فعل المعلق على " الدعاء "(٢/ ٩٤١، ٩٤٢) ، والمعلق على " مختصر استدراك الحافظ الذهبي "(١/ ٤٢٨) ، فضلاً عن المعلقين الثلاثة على " الترغيب
والترهيب " (١/ ٥١٦) الذين لا يحسنون حتى النقل! -.
ولا بد لي بهذه المناسبة من أن أعترف بأنني كنت قد حسنت الحديث في " صحيح الترغيب "، تبعاً للمنذري، ثم الهيثمي الذي كنت نقلت كلامه على نسختي من " الترغيب "؛ لعدم وقوفي يومئذ على الإسناد الثاني للطبراني الذي
أشار إليه الهيثمي، فكان لا بد لي في هذه الحالة من الاعتماد عليهما، إعمالاً مني للقاعدة التي كنت وضعتها في الحكم على الأحاديث (ص رقم ٣٥) ،