جلسنا إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: خصفة - أو: ابن خصفة -، فجعل ينظر إلى رجل سمين، فقلت له: ما تنظر إليه؛ فقال: ذكرت حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ سمعته يقول:
" هل تدرون ما الشديد؟ ". قلت: الرجل يصرع الرجل. قال:
"إن الشديد كل الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. تدرون ما الرقوب؟ !.
قلنا: الرجل لا يولد له. قال:
" إن الرقوب الرجل له الولد، لم يقدم منهم شيئاً ". قال: ... فذكر الحديث.
قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ فيه علل:
الأولى: خَصفة أو ابن خَصَفة: كذا وقع في هذه الرواية، وفي رواية أحمد التي سأذكرها:(ابن حصبة) ، أو:(أبي حصبة) ، وهنا وجه ثالث من الخلاف تراه في " الإصابة "، وقد قال في ضبط (خصفة) :
" بفتح المعجمة، ثم المهملة ".
فلا غرابة مع هذا أن لا يكون من المعروفين بالصحبة، ولما ذكروه في تراجم الصحابة؛ قالوا فيه:
"مجهول ".
كما قال ابن الأثير في " أسد الغابة " (٢/ ٦١٤/ ١٤٥٩) ؛ تبعاً لأبي نعيم - كما سيأتي -، وتبعهما الذهبي في " التجريد " (١/ ١٦٥/ ١٦٥٩) والحسيني - كما في " التعجيل " (٤٧٦/ ١٢٥٧) -، فلعله لذلك لم يورده ابن حبان في الصحابة