وهو مجهول - كما قال الحسيني -؛ فهو علة الحديث، وهذا يرجح أنه ليس بصحابي؛ لأن السند إليه صحيح، وقد رواه هو عن صحابي شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بخلاف رواية الرقاشي؛ فقد جعله صحابياً، وخالف في اسمه - كما تقدم -. والله سبحانه وتعالى أعلم.
ثم إن جملة الشديد والرقوب لها شاهد من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عند مسلم وغيره، وهو مخرج في " الصحيحة " برقم (٣٤٠٦) ، كما يشهد لها حديث أبي هريرة في " الصحيحين ".
والحديث قال المنذري في " الترغيب "(٢/ ٢٩/ ٤٦) :
"رواه البيهقي، وينظر في سنده".
فأقول: قد نظرت في سنده، وكشفت لك عن علته التي دندن حولها الحافظ الناجي في " عجالته "(ق ١٢٧/ ١ - ٢) ولم يشفِ؛ لأنه لا يخرج القارئ من كلامه - مع توسعه فيه - بخلاصة واضحة. ولعل ذلك من أسباب تحسين المعلقين الثلاثة للحديث! مع أنهم نقلو! (١/ ٦٧٧) قول الحسيني في أبي حصنة (!) أو
ابن حصنة (كذا في الموضعين!) : " مجهول "!
حسنوه هنا، وفي آخره حديث الترجمة المنكر، وفي مكان آخر ذكره المنذري برواية أحمد مقتصراً على جملة (الشديد) بلفظ آخر، وبألفاظ زائدة على رواية البيهقي التي حسنوها، بل وعلى الشاهد الصحيح المشار إليه آنفاً، ومع ذلك قالوا (٣/ ٤٤١) :
" حسن بشاهده المتقدم"! ولو عكس؛ لكان أقرب إلى الصواب، وليس بصواب.