ولما لم يجدوا لكعب هذا ذكراً في " فهرس المسند "؛ ادعوا هذه الدعوى الكاذبة، تصحيحاً لعزوهما إلى (أحمد) !!! والعزو صحيح؛ ولكنهم قوم لا يفقهون هذا العلم ولا يهتدون؛ ولذلك ضعفوه!
ووصف (كعب) بالأحبار لا أصل له عند أحمد، ولا عند غيره، وذلك من أوهام الهيثمي التي سبقت إلى ذهنه؛ فقال عقب متنه:
" رواه أحمد عن حنظلة الراهب عن كعب الأحبار، وذكر الحسيني: أن (حنظلة) هذا غسيل الملائكة، فإن كان كذلك؛ فقد قتل بأحد، فكيف يروي عن كعب؟! وإن كان غيره؛ فلم أعرفه، والظاهر أنه ابنه (عبد الله بن حنظلة) ، وسقط من الأصل (عبد الله) ، والله أعلم، ورجاله رجال الصحيح إلى حنظلة ".
قلت: وما استظهره أخيراً هو الصواب الذي لا شك فيه لأسباب أهمها؛ أن الدارقطني في " سننه "(٣/ ٦ ١/ ٤٩) ، والبيهقي في" الشعب "(٤/ ٣٩٣/٥٥١٦) روياه على الصواب من طريقين عن سفيان - وهو: الثوري - وهي التي في " المسند " عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الراهب قال: قال كعب: ... فذكره. فأثبت فيه (عبد الله) الساقط من" المسند "؛ غير أنه نسبه لجده، وبذلك يظهر أن الإسناد صحيح، وقد قال المنذري في " الترغيب "(١٣/٥٠/٣) :