لبنها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم سراً فأخبرته، فقال:
" انطلقي فقد كُفيتِ". فأتاه أبو هريرة فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! قد أرى إعراضك عني؛ لا أرى ذلك إلا لشيء بلغك؟ قال:
" أنت الذي تناشدك أمك، وأخرجت ثديها تناشدك بما رضعت من لبنها، فلم تفعل، أيحسب أحدكم إذا كان عند أبويه أو أحدهما أن ليس في سبيل الله؟ بلى هو في سبيل الله إذا برهما وأدى حقهما".
قال أبو هريرة: لقد مكثت بعد ذلك سنتين ما أغزو، حتى ماتت.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة ليلاًَ فساروا؛ معه فتى من بني عامر على بكر
له صعب، فجلس يسير فجفل من ناحية الطريق والناس فوقع بعيره في حفرة
فصاح: يا لعامر! فارتكس هو وبعيره، فجاء قومه فاحتملوه.
وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى خيبر، فنزل عليها فدعا الطفيل بن عامر بن الحارث الخزاعي فقال:
" انطلق إلى قومك فاستمدهم على أهل هذه القرية الظالم أهلها، فإن الله سيفتحها عليكم إن شاء الله ".
قال الطفيل: يا رسول الله! تبعدني منك والله لأن أموت وأنا منك قريب أحب إليّ من الحياة وأنا منك بعيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... (فذكر الحديث) .