وكذلك قال البيهقي في حديث آخر يأتي بعده. ثم قال الحافظ:
" قرأت بخط ابن عبد الهادي أنه قال: هذا حديث منكر. والخليل بن عبد الله؛ لا يعرف ". ثم قال المنذري:
" رواه ابن أبي حاتم عن الحسن عن عمران فقط، والحسن لم يسمع من عمران، ولا من ابن عمرو. وقال الحاكم: أكثر مشايخنا على أن الحسن سمع من عمران. انتهى. والجمهور على أنه لم يسمع من أبي هريرة أيضاً، وقد سمع من غيرهم. والله أعلم ".
وأقول: ليس الآن مجال تحقيق القول فيمن سمع الحسن من الصحابة؛ فهذا مجاله كتب التراجم. لكن الذي ينبغي أن يكون في البال: أن الحسن البصري - مع جلالة قدره - معروف بالتدليس؛ فلا بد له من التصريح بالتحديث عمن سمع منهم حتى يكون متصلاً، والواقع هنا خلافه - كما رأيت -.
على أن الراوي عنه (الخليل بن عبد الله) هو الآفة الذي جمع هذا الحشد من الصحابة، وزعم أن الحسن رواه عنهم! فهو منكر متناً وسنداً، وإلى الأول أشار الحافظ ابن كثير في " تفسيره "، فقال (١/ ٣١٧) - وقد عزاه لابن أبي حاتم فقط -:
" وهذا حديث غريب ".
وقد وهم في إسناد هذا الحديت حافظ متقدم، وجهلة متأخرون.