للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كتبه -؛ له بكل حرف [عشر] حسنات، فكيف يكون لمن بلغ كتاب الغازي إلى أهله له بكل حرف فيه عتق رقبة؟! سبحانك هذا بهتان عظيم!

ثانياً: قوله: " والشيخ (السيوطي) قد اعترض على ابن الجوزي ... " إلخ.

فأقول: هذا صحيح؛ ولكن لا حجة فيه؛ لأن السيوطي رحمه الله متساهل في نقد الأحاديت، وكتابه " الجامع الصغير " الذي زعم في مقدمته أنه صانه مما تفرد به كذاب أو وضاع! قد اغتص بالأحاديث الموضوعة - كما تراه جلياً في كتابي " ضعيف الجامع الصغير " -، ومن أسباب ذلك وقوفه في النقد عند السند فقط - كما سبق -، وهو الذي يسميه اليوم بعضهم بالنقد الخارجي؛ وان كان أحياناً تتفتح قريحته؛ فيسلك سبيل الأئمة قينتقد المتن أيضاً، وهو النقد الداخلي عند ذاك البعض - كما تراه فعل في حديثنا هذا؛ فأصاب -.

ثالثاً: قوله: " ... وأن البيهقي لم يخرج في كتبه حديثاً يعلمه موضوعاً ... ".

قلت: نعم؛ هذا واجب كل عالم، ولكن الاجتهاد قد يختلف؛ فكما أنهم يختلفون أحياناً في التصحيح والتضعيف، فكذلك قد يختلفون في الحديث هل هو موضوع أو ضعيف؟ والله عز وجل يقول: {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات} .

من أجل ذلك يجب على أهل العلم أن لا يقلد بعضهم بعضاً، وأن يتسابقوا إلى معرفة الخير والعمل به، وقد تبين لي بتتبعي لنقد البيهقي للأحاديث وأسانيدها ورجالها أنه متساهل، وضنين جداً بإعطائها حقها من النقد، فما أتذكر

أنه قال في حديث ما: (إنه موضوع) ، أو في راويه: (إنه كذاب أو وضاع) ، وقد راجعت من أجل ألتثبت من هذا الذي ذكرت المجلد الأول من كتابي " سلسلة

<<  <  ج: ص:  >  >>