للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ابنه في " العلل " (١/ ٣٢٧/ ٩٧٥) :

" سألت أبي عن حديث رواه موسى بن أيوب عن الجراح بن مليح عن أرطاة ابن المنذر عن عبادة بن نسيّ عن ابن غنم عن معاذ بن جبل مرفوعاً؟

قال أبي: هذا يشبه الموضوع، يشبه حديث محمد بن سعيد الأردني أخذه عنه، يشبه أنه وقع إليه، وأرطاة لم يسمع من عبادة بن نسيّ شيئاً ".

قلت: والشاهد من هذا واضح إن شاء الله تعالى؛ فإنه رغم أن الاسناد المذكور رجاله ثقات - كما ذكرت آنفاً - وكلهم شاميون؛ فإن أبا حاتم نظر في متنه وقال: "يشبه الموضوع ". ثم إنه لما لم يجد في رجاله قدحاً، قال:

" يشبه حديث محمد بن سعيد الأردنيّ ".

وهو الشامي الوضاع المصلوب في الزندقة - كما هو معروف في كتب الرجال -؛ وإنما اتهمه به؛ لأن مثل هذا المتن لا يرويه إلا أمثاله من الوضاعين، وساعده على ذلك أنه يعلم [أنه] روى عن عبادة بن نسي. وانضم إلى ذلك الانقطاع - الذي أشار إليه - بين أرطاة وعبادة (١) ، فناسب أن يقول:

(إن أرطاة أخذه منه) . ولكنه لم يجزم بذلك فقال:

" يشبه أنه وقع إليه ".

هذا ما فهمته من كلامه، وهو من دقائق نقده الذي لا يستطيع أن ينهض به إلا من كان مثله من كبار الحفاظ النقاد.


(١) ونقله الحافظ ابن حجر في " التهذيب " عنه وأقره. وهو من الفوائد التي فاتت على المعلقين على " تهذيب الكمال " للمزي فلم يستدركوها.

<<  <  ج: ص:  >  >>