غيرها، وعامة ما يرويه هو وغيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه، و (شهر) ليس بالقوي في الحديث، وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به".
قلت: وحديثه هذا يصلح شاهداً قوياً لما ذكره ابن عدي من الإنكار؛ فإن الحديث قد جاء من حديث أبي هريرة في " الصحيحين " وغيرهما بأتم من هذا، وليس فيه كثير من الألفاظ التي في حديث (شهر) ، وأنكرها عندي (الجوع) و (الظمأ) ، ولذلك اعتبرت قول المنذري عقب الحديث في " الترغيب " (٢/١٦٠/٣) :
"رواه أحمد بإسناد حسن ".
غير حسن! ولذا لم يوافقه الهيثمي، مع أنه في الغالب لا يخرج عن قوله - كما تبين لي بالتتبع -، وتقدمت نماذج كثيرة على ذلك؛ بل إنه قد خالفه صراحة، فقال عقب الحديث (٥/ ٢٦١) :
"رواه أحمد، وفيه شهر، وهو ضعيف ".
هذا مع أنه في كثيرمن الأحيان يحسن حديثه؛ كما لا يخفى على من يتتبع كلامه على أحاديث، في هذه " السلسلة " وغيرها.
ولذلك فلم يحسن المعلقون الثلاثة في تقليدهم المنذري في التحسين، وزادوا على ذلك أنه وقع في تخريجهم بتر وتخليط، يليق بما يدعونه من التحقيق، فقالوا (٢/٢١٩) :
" حسن، رواه أحمد (٦/ ٤٥٥) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/٢٦١) : رواه أحمد وفيه شهر. قال أحمد: روى عن أسماء بنت يزيد أحاديث