والآن، فقد انكشف الغطاء، وتبينت الحقيقة، وأن ما عزاه للخطيب صحيح، وفي " التلخيص "، ولكن عزوه ذلك لـ " الميزان " ليس بصحيح، الا أن يكون ذلك في بعض النسخ منه، وهذا ما أستبعده؛ لأن ترجمة " المشرقي " هذا لم ترد في كتابه الآخر " المغني "، وهو في الغالب [تبع] لـ " الميزان ". والله أعلم.
ثم تكشفت لي حقيقة وهي أن (العباس بن الوليد المشرقي) هذا قد ترجمه الحافظ في " اللسان "، ولكن بغير هذه النسبة؛ فقال (٣/ ٢٤٥ - ٢٤٦) :
" ز - العباس بن الوليد: نزيل إفريقية، يعرف بـ (ابن الفارسي) ، سمع حماد ابن زيد، وأبا الأحوص، وابن عيينة، قال أبو العرب الصقلي: كان حافظاً، وأحسبه لقي مالكاً. قلت: إلا أنه أتى عن ابن عيينة بخبر باطل بالإسناد
الصحيح، فما أدري الآفة منه، أو ممن بعده. أورده صاحب " تاريخ القيروان " عنه عن ابن عيينة عن ابن أبي مليكة عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه: أوقدوا مصابيح منازلكم عند الغروب؛ تستغفر لكم الملائكة وأركان البيت، ومن ترك ذلك استبقاء الزيت؛ نقص من زيته كل يوم سبعون نقطة من حيث لا يعلم ... " الحديث ".
قلت: فأنا أظن أنه هذا المشرقي. والله أعلم.
ثم رأيت السيوطي قد أورد حديث معاذ هذا في " الدرر المنتثرة " (٢٠٥/٤٤٤) بإسناد أبي نعيم ساكتاً عليه! وهو في ذلك تابع للحافظ السخاوي في " المقاصد " (٤٦٣/ ٢٩٥ ١) ، وقد ذكره بلفظ:
" لا تغضبوا، ولا تسخطوا في كسر الآنية ... " والباقي مثله، وقال: