فقالت عائشة: فما بقي عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذو عين تطرف إلا دمعت. قالت: ثم كان ابن كُرز يمر على مجالس أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيستنشدونه، فينشدهم؛ فلا يبقى من المهاجرين والأنصار إلا بكى. [قال:] .
وهذا الحديث لا يصح، والحمل فيه على (عبد الله بن عبد العزيز) ؛ قال يحيى: ليس بشيء. وقال ابن حبان: اختلط بأخرة؛ فكان يقلب الأسانيد ولا يعلم، ويرفع المراسيل؛ فاستحق الترك ".
ولخص كلام ابن حبان الحافظ؛ فقال في " التقريب ":
"ضعيف، واختلط بأخرة".
قلت: فالعجب منه كيف أورد الحديث في ترجمة (عبد الله بن كرز الليثي) من " الإصابة " ساكتاً عنه، من رواية جعفر الفريابي في "كتاب الكنى " له، وابن أبي عاصم في " الوحدان "، وابن شاهين وابن منده في " الصحابة "، وابن
أبي الدنيا في " الكفالة "، والرامهرمزي في " الأمثال "؛ كلهم من طريق محمد ابن عبد العزيز الزهري عن ابن شهاب ...
كذا وقع فيه "محمد بن عبد العزيز الزهري ". فلا أدري أهكذا وقعت له، أم تحرف اسم (عبد الله) إلى: (محمد) على بعض نساخ " الإصابة "؟ وهذا هو الأقرب عندي؛ للمصادر المتقدمة، وبخاصة " الأ مثال "؛ فكلهم قالوا:"عبد الله ".
وعلى كل حال؛ فهو أخو (محمد) ، وحاله كحاله في الضعف - كما في " اللسان " -.
قلت: ويغني عن هذا الحديث قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: