"لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء؛ فإن الشياطين تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء".
رواه مسلم وغيره.
ووجه العجب: أن قوله: " لا ترسلوا ... " لا يعني - كما هو ظاهر -: لا تركبوها.. وإنما آووها في حظائرها ولا تدعوها تنتشر. قال ابن الأثير:
" (الفواشي) : جمع فاشية؛ وهي الماشية التي تنتشر من المال، كالإبل والبقر والغنم السائمة؛ لأنها تفشوا؛ أي: تنتشر في الأرض، وقد أفشى الرجل؛ إذا كثرت مواشيه ".
فالحديث متعلق ببعض أحكام المقيمين لا المسافرين، ويؤيده أن أوله في رواية لأحمد (٣/ ٣٦٢ و ٣٩٥) :
" أغلقوا الأ بواب ... وأطفئوا السرج؛ فإن الشيطان لا يفتح غلقاً ... وإن الفويسقة تضرم على أهل البيت، ولا ترسلوا فواشيكم ... " الحديث (١) .
على أنني في شك من ثبوت (فواشيكم) في الحديث، وذلك؛ لأمرين:
أحدهما: عنعنة أبي الزبير - كما رأيت -، وهو مدلس.
(١) ورواه الطبراني في " الأوسط " (٢/ ٥ ٠ ٢/ ٣٦٧ ١) بلفظ: " ضموا اليكم فواشيكم وأنفسكم "، وفيه - مع العنعنة - ضعف في رواية (محمد بن عيسى بن سميع) .