" نقول: هذا صحيح، عبد الملك لم يدرك عثمان، ولكنه روى المرفوع عن ابن عمر، وقد أدركه وسمع منه (!) ، وأما ما جرى بين عثمان وابن عمر من حوار بشأن توليه القضاء فليس غريباً أن يكون ابن عمر حدث عبد الملك به أيضاً. والله أعلم ".
وإنصافاً للرجل أقول: لعله أراد أن يقول: " عبد الله ".. فسبقه القلم؛ فقال:
" عبد الملك "! ولكن من أين له أن ابن عمر أدركه وسمع منه، وأن يكون ابن عمر حدث به (عبد الله) ؟ على التسليم أنه سمع منه! على أن كل من كان عنده ممارسة لهذا العلم يشعر أن قول (عبد الله بن موهب) : (أن عثمان قال ... ) أنها صيغة إرسال؛ فلا يدفع بمثل هذا التكلف والتمحل! ولا سيما والحفاظ في جانب، وهذا المتكلف في جانب آخر.
ثم ما باله تجاهل تجهيل الحفاظ لـ (عبد الملك) هذا، مع أنه لم يوثقه إلا ابن حبان، ولم يرو عنه إلا المعتمر. ولكنه قد اتخذ له مذهباً في الاعتداد بتوثيقه، ولو للمجهولين؛ ولذلك كثرت أخطاؤه في تقوية الأحاديث الضعيفة؛ مخالفاً في ذلك الحفاظ الذين لا يصلح هو أن يكون تلميذاً لهم، وهذا هو المثال بين يديك.
وإن مما يؤكد ذلك أنه قال (ص ٩٥) :
" ويشهد له حديث بريدة ... ".
وقد علمت مما سبق أنه لا يشهد لهذا الذي فيه:" أن القاضي بحق يسأل التفلت كفافاً "، وانما يشهد لحديث الطبراني بلفظ:
" فهو في الجنة " - كما تقدم -.
وأما المعلق على " الإحسان "(١١/ ٤٤٠ - المؤسسة) ، فهو مع كونه صدر