" قلت: هو من رجال " الصحيح "، أخرج له البخاري في " صحيحه "، وقال أبو زرعة: صدوق. وقال الدارقطني: ضعيف يعتبر بحديثه. والحديث أخرجه البيهقي في " الشعب "، وقال: تفرد به أحمد بن بشير، قال: وروي من وجه أخر موقوفاً ... ".
قلت: وفي هذا التعقب مؤاخذات:
الأولى: إقراره ابن الجوزي على نسبة قوله: " متروك " لإبن معين؛ فإنه وهم، وإنما هو قول عثمان بن سعيد الدارمي؛ فقد قال هذا في كتابه " تاريخ عثمان بن سعيد عن أبي زكريا يحيى بن معين "(١٨٤/ ٦٦٤) :
" قلت: فـ (عطاء بن المبارك) تعرفه؟ فقاله: من يروي عنه؟ قلت: ذاك الشيخ (أحمد بن بشير) . فقال: هه. كأنه يتعجب من ذكر (أحمد بن بشير) ،
فقال: لا أعرفه.
قال عثمان:(أحمد بن بشير) كان من أهل الكوفة؛ ثم قدم بغداد، وهو متروك ".
وهكذا رواه ابن عدي عن عثمان بن سعيد الدارمي في أول ترجمته لـ (أحمد ابن بشير) ، ورواه الخطيب عن ابن عدي وتعقبه بقوله:
" قلت: ليس (أحمد بن بشير) الذي روى عن عطاء بن المبارك مولى عمرو ابن حريث الكوفي؛ ذاك بغدادي - سنذكره بعد إن شاء الله -، وأما أحمد بن بشير
الكوفي، فليست حاله الترك، وإنما له أحاديث تفرد بروايتها وقد كان موصوفاً بالصدق ".