ثم ساق له هذا الحديث من طريق ابن عدي، وحكى قوله المتقدم:" حديث
منكر "، وأقره.
الثانية: قوله: " أخرج له البخاري في (صحيحه) " يوهم أنه اجتج به، وليس كذلك؛ فقد قال أعرف الناس برجاله، ألا وهو الحافظ ابن حجر في " مقدمة فتح الباري "(٣٨٥ - ٣٨٦) بعد أن ذكر بعض الأقوال المختلفة في حاله:
" أخرج له البخاري حديثاً واحداً تابعه عليه مروان بن معاوية، وأبو أسامة، وهو في " كتاب الطب "، فأما تضعيف النسائي له؛ فمشعر بأنه غير حافظ ".
ولذلك؛ قال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق، له أوهام ".
قلت: فالعجب منه كيف رمز له بـ (خ) وأطلقه ولم يقيده بقوله: " متابعة " - كما يقتضيه كلامه المتقدم -، وكأنه تبع في ذلك أصله " تهذيب الكمال " للمزي؛ فإنه أطلقه أيضاً!
قلت: فمثله قد يحسن حديثه، وقد يضعف، حسب القرائن التي قد تحتف به - كما هو الشأن هنا -؛ فإنه قد أنكره ابن عدي والخطيب، وتبعهما الذهبي في " الميزان "، ويؤيده المؤاخذة التالية:
الثالثة: قوله عن البيهقي: " وروي من وجه آخر موقوفاً ".
قلت: هذا مما يدل على أنه لا وجه لتعقبه المتقدم على ابن الجوزي؛ لأن الموقوف هو من طريق (أحمد بن بشير) نفسه، أخرجه البيهقي برقم (٤٦٣٩) من طريق محمد بن الصلت عنه بسنده المتقدم عن جابر بن عبد الله قال: ...