" رواه محمد بن خفيف الشيرازي في " شرف الفقراء "، والديلمي في " مسند الفردوس " من حديث معاذ بسند لا بأس به. ورواه الديلمي من حديث ابن عمر بسند ضعيف جداً " اهـ. وبه يُعرف أن المصنف قصر حيث اقتصر على عزوه للطريق التي لا تخلو عن مقال، وإهمال الطريق السالمة عن الإشكال ".
قلت: وفي هذا التعقب خطأ فاحش من المناوي لا أدري كيف وقع له! فإن الحافظ العراقي إنما قال هذا الذي عزاه إليه في حديث آخر؛ أورده الغزالي في " فضيلة الفقر " من كتابه " الإحياء " (٤/ ١٩٥) بلفظ:
" تحفة المؤمن في الدنيا الفقر ".
ونقله عنه العلامة الزبيدي في " شرح الإحياء " (٩/ ٢٧٦) في تخريج هذا الحديث؛ لكن سقط من قلمه أو من الطابع لفظ: " جداً ".
هذا أولاً.
وثانياً: قوله: " طريق جيد "؛ غير جيد؛ لأنه بناه على قول العراقي: " بسند لا بأس به "، وهذا وهم أو تساهل منه؛ فإن فيه جهالة - كما كنت بينته فيما مضى برقم (٣٣٩٢) -.
ثالثاً: وعليه، فما أورده المناوي على السيوطي غير وارد - كما هو ظاهر -. فتنبه!
هذا؛ وقد تحرف الطرف الأول من كلام المناوي المتقدم على الأستاذ إرشاد الحق الأثري في تعليقه على حديث جابر الآتي عقب هذا؛ فقال في حاشيته على " العلل المتناهية " (٢/ ٤٠٢ - ٤٠٣) :