به أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يساير نساءه ويطيعهن فيما لا مخالفة للشرع؛ كما صنع صلى الله عليه وسلم
مع عائشة حينما لم تستطع في حجة الوداع أن تأتي بعمرة الحج؛ لما عرض لها من الحيض، فأمر إبن أخاها عبد الرحمن أن يعمرها من (التنعيم) والناس يستعدون للرجوع إلى المدينة، وقال راوي القصة جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً سهلاً، إذا هويت - عائشة - الشيء؛ تابعها عليه.
انظر " حجة الوداع "(ص ٩٢) .
ولعل أصل الحديث إنما هو باللفظ الذي ساقه أبو عبد الله بن بطة في " الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة "(٢٠٤/ ٣٧٩) :
" من أطاع امرأته في كل ما تريد ... " الحديث نحوه.
وعلق عليه صهري أبو رشيد بقوله:
" ضعيف؛ فقد أورده ابن عراق في " تنزيه الشريعة " وعزاه للدارمي (٢/٢١٥) "!
وهذا وهم فاحش! منشؤه عدم الانتباه لاصطلاح ابن عراق لرمزه المتقدم (مي) أنه لـ (للديلمي) ، فتوهم أنه أراد (الدارمي) على اصطلاح مؤلف كتاب " مفتاح كنوز السنة " - تأليف مستشرق هولندي -.
(تنبيه) : كتاب ابن بطة هذا أحاديثه معلقة غير مسندة، ويغلب على الكثير منها الضعف والنكارة والوضع، وقد قام بتخريجها صهري المذكور تخريجاً لا بأس به إلى حد ما؛ فقد قصر في تخريج كثير من أحاديثه تقصيراً ظاهراً؛ مثل