فإني أظنه وهماً؛ فإنه لم يذكر في (فهرس شيوخ ابن حبان) في " الصحيح/ بترتيب الإحسان " وضع مؤسسة الرسالة، مع بحثي الخاص عنه، نعم؛ قد أكثر عنه حقاً في كتابه " الثقات "، وقد أشار محققه - جزاه الله خيراً - إلى مواضعه منه بالأرقام؛ فقاربت ثمانين موضعاً، فمن شاء؛ تتبعها. فكأنه لذلك لما ذكر السمعاني الرواة عنه في نسبة (العسقلاني) ؛ ذكر فيهم (ابن حبان) هكذا مطلقاً؛ لم يقيده بـ " في (صحيحه)". وله ترجمة في " تاريخ دمشق "، وفي " تاريخ الإسلام " للذهبي (٢٣/ ٢٨٦) وقال:
" وكان ثقة مشهوراً، أكثر عنه ابن المقرئ والرحالون؛ لحفظه وثقته ".
الرابع: قوله: " أخرجه البخاري من حديث أنس ".
فهو وهم أيضاً أو تسامح؛ فإنما رواه البخاري عنه بلفظ:
" كان إذا سلّم؛ سلّم ثلاثاً، وإذا تكلم بكلمة؛ أعادها ثلاثاً ".
وهو مخرج في " الصحيحة " (٣٤٧٣) . وانظو فيه الحديث الذي قبله؛ فإنه من حديث ابن مسعود، وهو الذي ثبته الحافظ العراقي، ولم يروه البخاري، ولما ذكره الغزالي في " الإحياء "؛ قال العراقي في تخريجه إياه (١/ ٣٠٧) :
" رواه مسلم، وأصله متفق عليه ".
(تنبيه) : كنت خرجت حديث الترجمة قديماً في التعليق على " الكلم الطيب " لابن تيمية، وقعت فيه بعض الأخطاء بسبب التحريف الذي وقع في إسناده في " عمل اليوم والليلة " - كما تقدم بيانه -، وقد لفت نظري إلى ذلك