للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وتفصيل ذلك مع ضرب الأمثلة التي لا يسع الواقف على بعضها - بل جلها - إلا على القطع بصواب ما بينوا، وجعل مخالفهم الذي يريد أن يطير ولما يريش!! في مقدمة كتابي " تيسير انتفاع الخلان بثقات ابن حبان " ترتيباً وتحقيقاً وتعليقاً.

وإن مما يبطل تجويده لإسناده كتمانه لإعلال ابن حبان إياه بالإرسال؛ فإن من عادته أنه يترجم للصحابي الذي يذكرأبو يعلى تحت اسمه ما له من الحديث. أما هنا فلم يترجم له بشيء يدل على كونه من الصحابة؛ مقلداً في ذلك الذين ذكروه فيهم (١) ، وما زادوا في ترجمته على أن ساقوا له هذا الحديث، ومع ضعف إسناده؛ فليس فيه تصريحه بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف تثبت صحبته؟!

لقد اكتفى المومى إليه هنا بتقليدهم، ونبذ وراء ظهره تول مقلده - خلافاً لعادته في تقليده إياه مخالفاً لهم -؛ فقال ابن حبان في " ثقاته " (٤/ ٧٣) :

" بشير السلمي: يروي المراسيل، روى عنه ابنه رافع بن بشير، ومن زعم أن له صحبة؛ فقد وهم ".

وإن مما لا شك فيه أن هذا يناقض إخراجه لحديثه هذا في " صحيحه "، فالظاهر أنه كان ناسياً لهذا، أو أنه بدا له شيء ما حمله على تغيير قوله هذا، ولكن لما لم يذكر أحد من الحفاظ من المتقدمين والمتأخرين - فيما علمت - ما يثبت صحبته، سوى هذا الحديث، وقد علمت أنه ليس فيه تصريحه بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك في كل المصادر التي لا تراها مجموعة في غير هذا المكان بفضل الله تعالى، ولو فرضنا أنه صرح به في بعض المصادر التي لم تصلنا - وذلك مما


(١) وإنما حكى فقط الخلاف في اسمه: " بَشير. وقيل بالضم. وقيل (بِشر) وقيل بضم أوله ومهملة ساكنة ". ولم يزد!

<<  <  ج: ص:  >  >>