هناك في الرواة بهذا الاسم والنسب:(سعيد بن زكريا) ثلاثة:
أحدهم: مجهول -؛ كما قال أبو حاتم -.
والثاني: مستور، روى عنه جمع - ذكرهم ابن أبي حاتم -.
والثالث:(سعيد بن زكريا المدائني أبو عمر، أو أبو عمرو) ، وهذا هو الذي يصدق عليه قول الهيثمي المتقدم:" اختلف في ثقته وجرحه "؛ فقد ذكروا في ترجمته نحو عشرة أقوال متضاربة: ما بين موثق، ومضعف، ومتوسط، ولعل أقربها ما رواه الأثرم عن الإمام أحمد قال:
" كتبنا عنه، ثم توكناه. فقلت له: لم؟ قال: لم يكن به - أرى - في نفسه بأس، ولكن لم يكن صاحب حديث ".
وهذا جرح مفسر؛ فمثله قد يحسن حديثه؛ إن وجد له له شاهد أو متابع.
على أنه يبقى النظر فيمن فوقه أو دونه؛ لأننا نعلم بالممارسة أن الهيثمي كثيراً ما يكتفي بإعلال الإسناد بأحد رواته، ويكون هناك غيره ممن هو أولى بالاعلال به، ويكثر ذلك منه؛ إذا كان من شيوخ الطبراني. والله أعلم.
والظاهر أن أصل الحديث موقوف على بعض السلف، فرواه هؤلاء الضعفاء مرفوعاً سهواً، أو عمداً؛ فقد رواه الآجري في " الشريعة "(ص ١٣١) عن علي وابن مسعود والحسن البصري من قولهم.